Thursday, April 30, 2015

ذاتَ ليلة صيف

 

 

 

يجري الدمُ في عروقي يمضي مع دعواتِ القلبِ

وجهُكِ جلنارُ و صفحة البداية من الكتابِ مُشرعة

أعرفُ ماذا تقولُ العجائزُ عن ماضيهنَ البعيد ..

جاذبيةُ الطلعة ، تفتحُ الأقفالَ و تبعثرُ  الشيء الرتيب

و لكني أتصورُّكِ زهرةً خارجةً من صحراءٍ مُقفرة

و عطرُكِ يكوّم النحلَ في زاويةٍ مطواعٌ يشبهُ العبيد

أرومُ نخلتينِ متلاعتين يظللانِ علينا حرَّ الدربِ

أحبكِ يا شعلةً تتقدُ في رأسي فكرةً تأبى أن تبيد

و الصيفُ فضاءٌ جليٌ للعائدين إلى بيوتهم المُقفلة

يحنُّ القلبُ و يرتّبُ أشجانه، يلتقطُ النجماتَ اللامعات

و يقررُ ماذا يفعل في المساء ِ النابض بولعِ النشيد

يصعدُ الذهبُ على جسمكِ العفيفُ إلى آخرهِ الرَحبِ

و أحتارُ في بالي فيما يتوالفُ خيطينِ في كلاميِ الجَدبِ

عنكِ يا حمامة سلامٍ رفّت و أرياشها يراعاتٌ يانعة

ستكتبُ بحبرِ الدمِ و اللعابِ الحلو عن شفاهٍ ناعمات

يهمسنَ من ضبابِ الجنونِ الخافي في أروقةِ الغَيد

و البخورُ يتصاعدُ و يختلطُ مع زفراتِ العطرِ الرطبِ

الكلماتُ لا تموتُ في حضرةِ امرأةٍ عصافيرها يعتمرنَ

روضَ السلسبيل و الندى المسيل على الصخرِ الصليد

أغازلُ أفقاً ينأى بكواكبهِ و يدورُ بين أصبعيها بالخُطبِ

يهواها الساري في مخيلتي و العيونُ الناظرات

و الليلُ حلمها العاجي و نقاشها الأبدي الممتد

أنتَ الآن تنافسها و تشاركها لجّة الحب و التعبِ

و تذكرها طفلةً تناغي أنشوطة أمها المنسيّة و اللُعبِ

فتستيقظُ في نومِكَ خضراءَ فاغمةً في الليالي المشتعلة.

 

No comments:

Post a Comment