ضبابٌ في الصباحِ إلا وجهُكِ أنتِ
شمسٌ ترتقي أفقَ السماءِ البراح ..
تجمعُ أشلاءَ العتمةِ و ترفو الظلال
تسقطُ بخطاها كمطرِ الفجأةِ كرماح
ذات شعرٍ قصير يا أيها الولد ُالجميلُ
ألا تشعرينَ بجذوة نار ٍ في صدرِ رياحِ؟
و يخامِرُ سريرتكِ مللٌ كجبلٍ ماردٍ عظيمِ؟
و صداعٌ يكسرُ آنية النعاسِ بعينكِ بلا جراح؟
فيمسُّ شظايا شعركِ المتناثر المقعد المُصاب
بحمى الإلتصاقِ و الإحتواءِ المليّ راحاً براح
أنا الرجل المقتولُ بنصفِ وجهٍ و محضُ نظرة
نالني خوفُ الطريدة ِ من دمٍ يفورُ بمبضعِ جرّاحِ
و أشهدُ غريماً دقيقَ العودِ أكحلَ العينينِ ملساءَ
تطرفُ بالجنونِ فراشةً و لها في كل قلبٍ جناحُ
بل هي غزالة ٌ تعدو عشب توددي بغير اهتمام
و ترخي رأساً ناعماً كفاهِ وردٍ يعدُ بشذى فوّاحِ
صعدتْ سلالم الرحيل وحدها يعوزها الخليلُ
فقد لاحُ لي طائرَ أساها ينوحُ كاتماً و يصيحُ
جلستْ و عليها أكثرُ معاطفِ الأرض جلالة ً
فنضته ُ فأومأتْ و بالغتْ واهتزُّ الغصنُ بالتفّاحِ
و رأيتني أشدُّ نفسي ، آدمُ المفتونُ يصارعُ نفسهُ
تطلبُ قهوة ً و كعكاً بالمشمشِ و بيضاً بغير ملحِ
و تناظرُ ساعة ً تزينتْ بساعدها الرخصُ مفازة ً
بعد قليل ٍ تقلعُ الطائرة و يهمُّ الديكُ بأن يصيحَ
لفَّ السكونُ المطار و المسافرين و الحقائب
المدينة تصحومن نومها متعبة مع نور الصباح
و الحسنُ كله قد تمدد قبالتي يناشد ُ القلبَ أن ينام
ألقتْ عنها حقيبتها و استسلمتْ للأحلامِ و الأشباح
تكوّرتْ كقط ٍ أليف ٍ ككرات الصوفِ و ظلت صامتة
لوحّتُ بيدي لسربٍ غمام ٍ عابر ٍ فردّ تحيتي و راح
نسيتُها كأي مسافر ٍ و ناقشتُ جاري في أمور الحياة
مرّتْ ساعة ٌ و هي نائمة ، تمسكُ بهاتفها و الوشاحِ
تفترقُ شفتاها و الخد الناعم ُ شهدٌ صعبُ المنال!
و لأخالني بترددي و هشاشتي ذبابا يسابق الرياح
و مرآة ً تطلعتْ في مرآة ٍ فما تراءى لها شيئاً واحداً
إنما عينان ِ كصفو البدر في امتلائه و وجهٌ للملاحِ
حدّقتْ و الوسنُ ما لبث يراودُ جسمها الحاني مداعباً
و كأنني صادفتُ ابتسامة النصرِ بثغرها و الإنشراحِ
فتابعتْ شربَ كوبها و قد سرّها أنني صرتُ مُلكاً لها
و إن بقيتُ ، طيلة ما تبقى في حياتي، طليقَ السراحِ.
No comments:
Post a Comment