Sunday, April 8, 2012

الشتاء

 

11 

الشتاء .

أعبرُ الشارعَ و الذي يليه . لا ترهبني الأضواءْ

و القمرُ صغيرٌ ، و الأرضُ معتمة ٌ كما السماءْ

و القمرُ نوره لا ينيرُ ، فكل الطريق ِ اختباءْ

و يقيني في الليل ِ صوتُ خطويّ ..

و مصابيحُ سيّارات ٍ ضوءها نحويّ .

أعبرُ الشارعَ و الذي يليه . فتختلطُ في أذني

أحاديثُ العابرين مساءً ، بضجّة الشارع العموميّ

و خطوهم يشبهُ خطويّ ، و قد باتوا الآن حذويّ

لكنيّ ما ميّزتُ فيهم صوت الرجل ِ من صوت النساء

ضحكاتهم ، سكناتهم .. رجفاتهم من بَرد المساءْ

" و كلامُ الباعة ِ أبلغُ من كلام ِالراصد ِ الجويّ . "

 

تُطالعني واجهة ُ محل ٍ ، بالقبّعات ِ و المعاطف ِ و الحِذاءْ .

و ما الربيعُ و الخريفُ و الأصياف تسكننيّ

لكنها الأشياءْ ..

الأثمارُ و الأزهارُ و الغصون الخضراءْ

و ورق ِ الشجر ِ يسحقه حِذاءْ

و عَرقُ الصيف ِ ، تسلّلَ فوق جبهتي كالماء

إلا الشتاءْ ..

هزّ عظميّ .

شدّ لحميّ .

ألهبَ بَردهُ حلقيّ ،

و جيبيّ ..

بأسعار ِ الدواءْ .

إنه الشتاءْ ..

أواجههُ وحديّ .

بسُبات ٍ طويل ٍ و شفاه ٍ تذويّ

في وضوح ِ لفافة ٍ بيضاءْ .

لعلّ بياضها يبددُ سوادَ حُزني .

 

أعبرُ الشارعَ و الذي يليه . بالمقهى المُضاءْ

أفرِشُ الجريدة َ على طاولة ٍ بكرسيّ .

و اسمعُ صوتَ النرد ِ يرويّ ..

قصة الأخشاب ِ و الألواح الجرداءْ .

زبونٌ يجلسُ على جنبيّ

ألحّ بالنِداءْ ..

و لفرط صبريّ .

قلبتُ الصفحة َ الأخيرة ، و لا أدريّ ..

هل بردُ الشتاءْ ؟ أم سطوعٌ في الأضواءْ ؟

صوّرنيّ إيّاها .. وحيدة ً في العَراءْ

تلكَ التي رافقتني .

و تركتني وحيداً ذات مساءْ .

 

No comments:

Post a Comment