كم مرةً خُلقتِ فيّ يا ربّةَ العهود
و طبولاً أُعيدَ دقّها ..
و ناراً و وقود .
سريِّ يرحلُ معكِ
و إن جئتِ لا يعود ،
حفظتهُ في قرارتي تعويذةً
تلوتهُ عليكِ بلا شهود .
و على الطاولةِ خَزفٌ و ورود
و رأسكِ على كتفي مَسنود .
يا ربّة العهود ..
كيف لقلبٍ أحبّكِ
أن يأكلهُ الدود ؟
أشتاقُ لشكلِ العينين
و انفراجٍ في الشفتين مقصود ..
يتناهى لي صوتكِ من مكانِ الخلود .
من نقطة التكوين ،
تسطعُ بروقٌ و رعود ..
يا ليتَ لي أن أكسرَ خلوتكِ
و أطأ باب غرفتكِ .
و أصيرُ أشبهُ لعبتكِ
أسرِّح داخلَ الخزانةِ فساتين .
على الطاولةِ بروازٌ لصورتكِ ..
" تبتسمين "
أُقيمُ في كمين ؟
أم مُعتَزلٍ للمعبود ..
يومَ التقينا هناكَ عندكِ
عرفني الشرود .
ما أقسى قلبكِ ..
وطنٌ للشوكِ لا يعرفُ حدود .
لذا أشتهي صَلبكِ ..
على صليبٍ من حَنين
ثم أغطيِّكِ ..
بوردٍ و فلينٍ و بارود .
و بلا شهودْ ،
أحِلُّ ضفائرَ شَعركِ ،
أُذيبُ كحلاً أسود .
أمسحُ فوقَ العينين
أغلقهما فلا تشهدْ ،
موتاً في المُقلِ يتعدد
مَلكاً يُساورُ قبراً
تمدّد ..
على جانبهِ فتى حَزين .