Tuesday, July 23, 2013

ربّة العهود

 

 

كم مرةً خُلقتِ فيّ يا ربّةَ العهود

و طبولاً أُعيدَ دقّها ..

و ناراً و وقود .

سريِّ يرحلُ معكِ

و إن جئتِ لا يعود ،

حفظتهُ في قرارتي تعويذةً

تلوتهُ عليكِ بلا شهود .

و على الطاولةِ خَزفٌ و ورود

و رأسكِ على كتفي مَسنود .

يا ربّة العهود ..

كيف لقلبٍ أحبّكِ

أن يأكلهُ الدود ؟

أشتاقُ لشكلِ العينين

و انفراجٍ في الشفتين مقصود ..

يتناهى لي صوتكِ من مكانِ الخلود .

من نقطة التكوين ،

تسطعُ بروقٌ و رعود ..

 

يا ليتَ لي أن أكسرَ خلوتكِ

و أطأ باب غرفتكِ .

و أصيرُ أشبهُ لعبتكِ

أسرِّح داخلَ الخزانةِ فساتين .

على الطاولةِ بروازٌ لصورتكِ ..

" تبتسمين "

 

أُقيمُ في كمين ؟

أم مُعتَزلٍ للمعبود ..

يومَ التقينا هناكَ عندكِ

عرفني الشرود .

ما أقسى قلبكِ ..

وطنٌ للشوكِ لا يعرفُ حدود .

لذا أشتهي صَلبكِ ..

على صليبٍ من حَنين

ثم أغطيِّكِ ..

بوردٍ و فلينٍ و بارود .

و بلا شهودْ ،

أحِلُّ ضفائرَ شَعركِ ،

أُذيبُ كحلاً أسود .

أمسحُ فوقَ العينين

أغلقهما فلا تشهدْ ،

موتاً في المُقلِ يتعدد

مَلكاً يُساورُ قبراً

تمدّد ..

على جانبهِ فتى حَزين .

خيوطٌ شعثاء

 

الوجهُ الرائقُ

العذبُ المتأنِّقُ

يتنسّمُ رطبَ الهواء

و تهفو عليهِ الشقائقُ .

يختفي من يديِّ عند اللقاء

فشيئاً مني أُعانقُ .

يسقي الحضورَ بالروّاء ،

مختومٌ على فمهِ العلائقُ .

يشيّ سيرهُ بالصَباء ،

كنهرٍ للبراحِ يُسابقُ

يحملُ ساعةً برسغهِ الملساء

تفرُّ منها الدقائقُ .

تغرفُ من حرّاء قلبي بالخفاء

مثلما تفعلُ المعالقُ .

حُمّىً سُمتُ جرّاءها البلاء

أشعلتْ في حشاشتي حرائقُ .

لولا أنهُ أمرُ القضاء

لرغِبتُ أن أبيتَ مُشاقِقُ .

فغصنٌ من جنّةٍ فيحاء

يزهو بجذعهِ المتناسقُ .

ذاتُ شفاهٍ رقيقةٍ حَلواء

قطيفةً تَضبُّ القطرَ الذائقُ .

سامرٌ سوّى خيوطَاً شعثاء

دونَ أن يدري أو يكُ موافقُ .