Saturday, October 1, 2016

السيدة الأخيرة

 

سددتْ بعينيها مكانَ خطاها و خطتْ

مددتْ ظلّها الرشيقِ كأغنيةٍ و مضتْ

تقطعُ الساحةَ المضاءة بنورِ أهدابها

يستديرُ العالمُ إليها مثل شمسٍ أشرقتْ

لا يُعرفُ اسمٌ لها ، مجهولة بدايتها

قسماتها خوفٌ تفتّح لأجل فيض بسماتِ

يغتسلُ الرملُ بنعليها و الأحجارُ بفراتِ

يركضُ الليلُ في عينيها سكيناً لطعناتِ

تحفلُ بكل غريبٍ يكتبُ عنها نهايتها

كي تشهدَ موتها العالي إكسيراً لحياةِ

لكنها لا تموتُ ، كحوريّةٍ بغير وصايةِ

تلهِبُ جيشاً من حطبِ الأرضِ اختارها

تحملُ معناها على وترٍ حزينٍ حائرة ..

تصيرُ أجملَ من قمرٍ في الليالِ المُقمرة

و أجوفَ من بحرٍ ينذرُ بأمواجٍ مُنحسرة

تخطِبُ ودّكَ بفراشةٍ ترعرعتْ بشفتيها

و حينها تصيرُ زهرتها و قاتلها و كذبتها

ينمو السيفُ بداخلها لأنكَ لم تعد فارسها

لأنك مرةً مررتَ ناسياً عن أشياءٍ تفضّلها

لأنكَ انطفأتَ دون أن تلمّعَ بالضوءِ صورتها

و عانقتَ صبّاركَ و صحراء انتظاركَ .. لها

ستأتي لكي تكتبَ انتصارها و تختمَ حوارها

ستعرفُ أنكَ أخيراً هو ، هو الذي هوى ..

صنماً ابتهلتْ إليهِ بإسمِ الحبِ ثم اختفى

و حرفاً نادراً يحلو للسيدة ِ الأخيرة ِ ،

أن تُكمِل بدمائهِ ...............الدائرة .