Thursday, June 13, 2013

كباقي البَشر

 

كباقي البَشر .

 

com

 

 

مَنْ اقترفَ منّا الحب أكثر ؟

مَنْ حرّك القلم على وجه الدفتر ؟

مَنْ أسلمني للضياعِ كل هذه السنين

و أنكرْ ..

أنهُ قلبي الذي لا أحيدُ عنهُ مبلغَ إظفرْ .

أتذكرْ ، و سأظلُّ مدى العمرِ أتذكّر

جِلستك و خلفُكِ تسترخي أغصانُ الشَجر

في ظلال ٍ فاقدة اللون ِ ، تتكئينَ على الحجر

مشيتُ بقربكِ أجرُّ هزائمي مُثقلُ الظَهر ..

كأنمي ناظريّ يظنني بالغٌ في القِصر .

طاوياً رقبتي كمالك ِ الحزين في جفافِ المَطر ..

لو أنكِ ضممتني في تلك الساعة ِ لتغيّرتْ ساعات القدر

لو أنكِ وعيتِ أن مسافراً ليسَ يجنحُ للغياب لو تأجّل السَفر

لو أن واحداً في المطار قالَ لهُ يا أخي لا تغادرنا و اعتذر

لو أن عجوزاً بكتْ على صدرهِ مصادفةً و قالتْ لهُ انتظر

كانتْ نصائحُ الحبيبةِ المؤجّلة حينئذٍ لا تضيعُ بلا مستقر

 

يا صاحبة الندوب نسيجُ الجُرحِ أنبتَ فيهِ الزهر

أزهارٌ  بلونِ  الدَم  القاني ، رائحتُها تفضحُ الجاني المستتر

ثملٌ أنا بإبتسامتها إلى اليوم ، و قد أجرعتني من تأدّبها الخَفر

ما خافتْ من صديّ البريء للصور .

فأنا بِكرٌ في مخيلتي لم أزل و طفلٌ مثل القمر

بل سخرتْ و تندّرتْ و وصمتني بغريبِ البَشر

ضحِكتْ باللؤلؤ في فمها و سمعتُ اللؤلؤ ينكسر

عن اسمي و رَسمي و شحوبِ وجهي الأصفر

 

أزهارٌ سيقانها كالخناجر في صدرِ التراب الأسمر

تتدلى بتلاتها البيِّض بلا اهتمامٍ مُضمَر

لا دليل لديّ لا حُجة و لا بصماتُ الأثر

لا بّد ليدٍ مجهولة أن مُدّتْ و تركتْ فوق الصخر

فوق دفاتر الشِعر ..

فوق ليال السهر .

أنفاسُكِ التي أُحِب .. أنفاسُك التي مثل العِطر .

و إلا مالذي يُمسِك عليّ خيوط القَدر

و يجعلني حائراً أتهيّبُ من حولي الخَطر

و كلما أردتُ أن أطلقَ لحناً انقطعَ الوتر

أرثي لحالي و أندمُ بغير صَبر

فإذا الجيادُ انهزمَتْ قوّادها لم تُلم

على الفَرر ..

يا ليتني كُنت جباناً جرّاء الظَفر

و لا كُنتُ شجاعاً خاسراً إيّاكِ مدى العُمر

و إذا الجيادُ التقتْ هناك ذليلة المَنظر

تتخافتُ في إثرها الأصداءُ و المَغبر

تشتهي انتحارها أو يأتيها بعدَ لأي ٍ الخَبر

فإنها مشدودةً تلبثُ إلى الأمسِ المُبهِر

عصيُّ عليها أن تفقدَ الذاكرة فجأةً في وقتٍ لا يُذكر .

كي تنطفىء ملامح الرجل المُنتصِر

و أذبّ عن الأزهار نحلاً مجهولَ المَصدر ،

لعلّهُ خرجَ من الأشجار من المختبرِ من الدفتر

سأمضي خاليّ الركب إلى حتفي كباقي البشر .